شواهد  

محمود الخولي يكتب: مثالية الرئيس واحترام «الأعضاء» !!

محمود الخولي
محمود الخولي

يعتبر الحيوان حيا ما لم تتوقف الدورة الدموية، أو يتعرض مخه للتدمير التام، وفق ما ورد في قانون الحيوان لعام 1986،  وقد اشتدت هذه الدعوة انتشارا في المراكز الطبية الكبري بالدول المتقدمة مطالبين، بسرعة اقرار تشريعات تساوي الانسان بالحيوان في الحماية من انتزاع اعضائه  واعتباره ميتا، بينما هو حي، ينبض قلبه بالحياة.
في المقابل، اخفي عدد من  كبارالاطباء المصريين عن الرأي العام، مظاهر الحياة في من يسمونهم بـ" الموتي اكلينيكيا" او موتي جذع المخ رغم استمرار النبض في قلوبهم، وراحوا يطالبون البرلمان المصري  بإقرار تعريف جديد للوفاة يتيح للأطباء "نهب الأعضاء" وفق تعبير الدكتور صفوت لطفي استاذ التخدير والعناية المركزة بطب قصر العيني لكاتب السطور، نشرته جريدة السياسي المصري في مارس 1997من احياء ودون مساءلة قانونية.
 بل واخفوا كذلك  الكثير من الحقائق العلمية، ومن بينها التعبير العلمي الذي يعرف مرضي  موت المخ بـ ا" الجثة ذات القلب النابض"، اذ كيف  تكون  هناك جثة والجسد مازال ينبض بالحياة؟
الشاهد هنا ان الترويج  الاعلامي لنقل الاعضاء في مصر مبني علي التعتيم وتجنب الاشارة الي حقيقة الموت الاكلينيكي وتجاهل الاشارة الي استمرار النبض، عبر الترويج لتعبيرات اخري خاطئة وخادعة مثل " الموتي حديثا او حديثي الوفاة".
في مصر ورغم ان الرئيس عبد الفتاح السيسي يولي اهتمامًا كبيرًا بملف زراعة الأعضا،، وانجازه بشكل مثالي، فأظن، وليس كل الظن اثم، ان الملف لا يعرض اعلاميا علي الراي العام، بمثالية موازية لما يتمناه رئيس الجمهورية.
فإذا رجعنا  مثلا الي ماكان قد ادلي به الدكتور محمد سيد طنطاوي مفتي الجمهورية الاسبق في قبراير1990 علي شاشة التليفزيون المصري ، حين اجاز اخذ عضو من المريض الميئوس من شفاىه، الي مريض آخر يرجي شفاؤه، بدعوي انه قضية طبية  محضة  هم مسؤلون عنها، اما من الناحية الشرعية فهو جائز مطلقا بل اكثر من جائز حسب قوله آنذاك.
ثم عاد طنطاوي بعد جدل علمي بمجمع البحوث لاسلامية ليئوكد ان دار الافتاء لا تعرف متي يتوفي الانسان وهل بعد توقف المخ ام القلب، قبل ان يتراجع مشددا علي ان الرأي الفقهي في الوفاة هو مفارقة الحياة بما يعني خرج  الروح من الجسد وخموده وبرودته وجحوظ العينين وتوقف التنفس وجميع اجهزة الجسم عن العمل،
    بل واقسم طنطاوي في ندوة بجمعية العلوم الطبية والشرعية بأنه لم يقل بجواز نقل اعضاء من موتي المخ قبل ان يتبرأ مما سبق وصرح به اقائل:  "ما اكثر ماييقال عني محرفا وان موت المخ لا يعد موتا كاملا بل لابد وظهور
علامات الموت الاخري بينما لا حرج من التبرع بين الأحياء "اللواء الاسلامي 5/10/19ابي95".
لا اعتقد ان اهل  الفقه والتشريع في البلاد يقبلون بان يجيزوا ما أجازه تنظيم داعش بنقل اعضاء بشرية من اسراه الأحياء لانقاذ حياة عضو بالتنظيم، وان مات الأسير.
ولا اعتقد كذلك ان ذلك يتوافق مع المثالية التي ينشدها الرئيس في انجاز الملف الحرج دون حرج!!.
[email protected]

ترشيحاتنا